الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم في قرارات العديد من دول العالم لعدة أسباب، ومنها التأثير الاقتصادي، العسكري، والسياسي الكبير الذي تمارسه على المستوى العالمي. ومن أهم الأدوات التي تستخدمها لتعزيز نفوذها هي المعونات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها للعديد من الدول. هذه المعونات تمنحها قدرة على التأثير في سياسات هذه الدول وتوجهاتها.

بالنسبة للمعونات الأمريكية، تقدم الولايات المتحدة مساعدات لدول كثيرة حول العالم من خلال برامج مختلفة، مثل المساعدات التنموية، الإغاثة الإنسانية، والمساعدات العسكرية. هذه المعونات تتيح للولايات المتحدة القدرة على ربط الدعم المقدم بشروط معينة، مثل تبني سياسات اقتصادية معينة، دعم الديمقراطية، أو اتخاذ مواقف سياسية محددة، مما يجعل الدول المستفيدة تعتمد إلى حد ما على الولايات المتحدة في اتخاذ قراراتها.

على سبيل المثال، الدول التي تتلقى معونات عسكرية من الولايات المتحدة غالباً ما تتعاون في السياسات الأمنية أو تتبنى مواقف تتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة. وكذلك الحال بالنسبة للمساعدات الاقتصادية، حيث تكون الدول التي تعتمد على المساعدات المالية الأمريكية أكثر انصياعاً للشروط الاقتصادية والسياسية التي تفرضها واشنطن.

في عام 2023، قدّمت الولايات المتحدة ما يقرب من 61 مليار دولار كمساعدات خارجية لأكثر من 150 دولة. النسبة الأكبر من هذه المساعدات ذهبت إلى عشر دول فقط، حيث تصدّرت أوكرانيا القائمة بحصولها على 16.4 مليار دولار، تليها إسرائيل بحوالي 3.3 مليار دولار. ومن بين الدول الأخرى التي تلقت مساعدات كبيرة إثيوبيا (1.95 مليار دولار)، الأردن (1.65 مليار دولار)، مصر (1.43 مليار دولار)، وأفغانستان (1.19 مليار دولار). يُذكر أن هذه المساعدات تشمل مجالات متعددة مثل المساعدات الإنسانية، مكافحة المخدرات، والتدخلات الصحية والاقتصادية.

بالنسبة لعام 2024، يُتوقع أن يكون إجمالي المساعدات المقررة حوالي 50 مليار دولار، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 17% عن عام 2023. من بين الدول العشر الكبرى المستفيدة، تأتي إسرائيل في المقدمة مرة أخرى بحوالي 3.3 مليار دولار، يليها الأردن ومصر